استحواذ البيتكوين (BTC)
استحواذ البيتكوين أو ما يعرف بنسبة “Bitcoin Dominance” هو مقياس يُستخدم لمعرفة مدى سيطرة عملة البيتكوين على القيمة السوقية الإجمالية لجميع العملات الرقمية مجتمعة. يتم التعبير عن هذا المقياس كنسبة مئوية ويُعد من الأدوات المهمة لفهم توجهات السوق وتوازن القوة بين البيتكوين وبقية العملات البديلة.
كيف يتم حساب استحواذ البيتكوين؟
المعادلة الأساسية
يُحسب استحواذ البيتكوين باستخدام المعادلة التالية:
نسبة الاستحواذ = (القيمة السوقية للبيتكوين ÷ القيمة السوقية لجميع العملات الرقمية) × 100
أمثلة توضيحية
إذا كانت القيمة السوقية للبيتكوين 800 مليار دولار، بينما القيمة السوقية لجميع العملات 2 تريليون دولار، فإن نسبة استحواذ البيتكوين تساوي 40%. هذا يعني أن 40% من إجمالي سوق العملات الرقمية مستثمر في البيتكوين وحده.
أهمية مؤشر استحواذ البيتكوين للمستثمرين
تحديد هيمنة السوق
من خلال تتبع نسبة استحواذ البيتكوين، يمكن للمستثمرين فهم إلى أي مدى لا تزال البيتكوين تُهيمن على السوق مقارنة بالعملات البديلة (altcoins). ارتفاع النسبة يشير إلى تركيز رؤوس الأموال في البيتكوين، بينما انخفاضها يعني تزايد شهية السوق نحو العملات الأخرى.
التنبؤ بدورات السوق
يُعتبر تغير استحواذ البيتكوين أداة مساعدة لتحديد مراحل السوق. مثلاً، انخفاض الاستحواذ غالبًا ما يرافقه “موسم العملات البديلة” أو ما يُعرف بـ Altseason، حيث تبدأ العملات البديلة في تحقيق ارتفاعات كبيرة تفوق البيتكوين.
تقييم المخاطر
عندما تكون نسبة استحواذ البيتكوين مرتفعة، يُنظر إلى السوق على أنه أكثر تحفظًا وأقل مخاطرة، لأن البيتكوين تُعتبر الأكثر أمانًا واستقرارًا. أما عند انخفاض النسبة، فقد تكون السوق في حالة من المضاربة العالية.
تطور استحواذ البيتكوين عبر السنوات
في بداية السوق
في السنوات الأولى من سوق العملات الرقمية، كانت البيتكوين تُمثل ما يقرب من 90% إلى 100% من القيمة السوقية. وذلك لأن العملات البديلة كانت محدودة العدد والتأثير.
مع ظهور العملات البديلة
منذ عام 2017، بدأت العملات البديلة في الانتشار بشكل واسع، لا سيما مع ظهور مشاريع مثل Ethereum، Ripple، Litecoin وغيرها، مما أدى إلى انخفاض تدريجي في استحواذ البيتكوين.
تأثير السوق الصاعدة لعام 2017
في “Bull Run” عام 2017، انخفض استحواذ البيتكوين إلى مستويات قياسية وصلت إلى أقل من 40%، وذلك بسبب انفجار عدد المشاريع الجديدة واهتمام المستثمرين بالفرص السريعة التي قدمتها العملات البديلة.
دورة السوق 2020-2021
في هذه الدورة، شهدت البيتكوين ارتفاعًا كبيرًا في السعر، ما أدى إلى ارتفاع مؤقت في نسبة الاستحواذ. لكن مع صعود DeFi وNFT وظهور مشاريع بلوكتشين جديدة، عادت النسبة للانخفاض تدريجيًا.
العوامل المؤثرة في تغير نسبة الاستحواذ
تدفق رؤوس الأموال
عندما يدخل رأس مال جديد إلى السوق، فإن وجهته تحدد بشكل كبير تغير نسبة استحواذ البيتكوين. إذا تم توجيه معظم الأموال إلى البيتكوين، ترتفع النسبة. أما إذا تم ضخ الأموال في مشاريع DeFi أو NFTs، فستنخفض النسبة.
الأخبار والتشريعات
الأخبار الإيجابية مثل تبني مؤسسات كبرى للبيتكوين، أو استخدامه كعملة رسمية في بعض الدول، ترفع من نسبة الاستحواذ. أما الأخبار التي تروج لمشاريع بديلة أو ابتكارات جديدة، فتؤدي إلى تراجع النسبة.
تقلبات السوق
في أوقات الذعر أو التصحيح القوي، يفضل المستثمرون التحول إلى البيتكوين كملاذ أكثر أمانًا. وبالتالي، ترتفع نسبة الاستحواذ في الأوقات الهابطة وتنخفض في الأوقات الصاعدة ذات المخاطر العالية.
استخدامات استحواذ البيتكوين في التحليل الفني
العلاقة مع أسعار العملات البديلة
عند دمج مؤشر استحواذ البيتكوين مع الرسوم البيانية لأسعار العملات البديلة، يمكن للمحللين الفنيين التنبؤ بمدى احتمالية صعود أو هبوط altcoins. انخفاض نسبة الاستحواذ في وقت استقرار البيتكوين قد يكون إشارة إيجابية للعملات البديلة.
استراتيجية التبديل بين البيتكوين والعملات البديلة
بعض المستثمرين يستخدمون نسبة الاستحواذ لتحديد توقيتات التبديل بين البيتكوين والعملات البديلة. على سبيل المثال، عندما تكون النسبة مرتفعة بشكل غير معتاد، قد تكون إشارة لبدء موسم altcoins.
هل انخفاض استحواذ البيتكوين أمر سلبي؟
ليس بالضرورة
انخفاض النسبة لا يعني ضعف البيتكوين، بل يدل على تنوع السوق ونضوجه. فبدلاً من التركيز على عملة واحدة، تتوسع الاستثمارات لتشمل حلولًا جديدة ومجالات متنوعة مثل Web3، الذكاء الاصطناعي اللامركزي، وGameFi.
تنوع السوق الصحي
سوق العملات الرقمية لا يعتمد فقط على البيتكوين. ظهور شبكات جديدة مثل Solana، Avalanche، وLayer 2s مثل Arbitrum وOptimism، يشير إلى أن السوق يشهد نضجًا وتوسعًا في الخيارات الاستثمارية.
مخاطر الاعتماد على مؤشر الاستحواذ فقط
التحيز للبيتكوين
الاعتماد المفرط على مؤشر الاستحواذ قد يدفع بعض المستثمرين لتجاهل فرص استثمارية واعدة في المشاريع الجديدة. السوق الرقمي ديناميكي، ويجب ألا يكون التحليل أحادي الأداة.
تأثير العملات المستقرة
العملات المستقرة مثل USDT وUSDC تؤثر في القيمة السوقية الإجمالية، لكنها لا تُعتبر مشاريع استثمارية بالمعنى التقليدي، وبالتالي يمكن أن تشوه نسبة الاستحواذ وتُقلل من دقتها كمؤشر.
تقلبات غير منطقية
في بعض الأحيان، تؤدي الأخبار المفاجئة أو الحملات الإعلامية الضخمة إلى تحركات سريعة في النسبة، ما قد يضلل المستثمر إذا اعتمد عليها دون دمجها مع تحليلات أخرى.
الأدوات التي تُستخدم لمتابعة استحواذ البيتكوين
CoinMarketCap
يوفر الموقع مؤشرًا مباشرًا لنسبة استحواذ البيتكوين، مع إمكانية تتبع البيانات التاريخية على مدى سنوات.
TradingView
منصة تحليل فني شهيرة تتيح عرض مؤشر استحواذ البيتكوين (BTC.D) كأداة يمكن دمجها مع تحليلات أخرى، وربطها بالمؤشرات الفنية.
Glassnode وMessari
منصات توفر تحليلات متقدمة لسلوك المستثمرين بناءً على بيانات On-chain، مثل سلوك الحيتان، انتقال رؤوس الأموال، وتغيرات في الهيمنة السوقية.
استحواذ البيتكوين هو مؤشر قوي يساعد في قراءة المزاج العام لسوق العملات الرقمية. ارتفاع النسبة يشير إلى سيطرة البيتكوين على السوق، بينما انخفاضها يعكس تزايد دور العملات البديلة وتوسع السوق. ومع أن هذا المؤشر يقدم رؤى مفيدة، إلا أنه يجب استخدامه كجزء من استراتيجية تحليل شاملة تشمل التحليل الفني، الأساسي، وبيانات On-chain. السوق يتطور باستمرار، وفهم ديناميكيات استحواذ البيتكوين هو أحد مفاتيح اتخاذ قرارات استثمارية ذكية ومبنية على وعي.
