كيانات تملك البتكوين

منذ ظهور البيتكوين في عام 2009 كمشروع مفتوح المصدر بقيادة شخصية غامضة تُدعى “ساتوشي ناكاموتو”، بدأ هذا الأصل الرقمي يستقطب الأفراد ثم الشركات والمؤسسات على نحو متسارع. ومع مرور الوقت، أصبح من المهم تحليل من يملك كميات كبيرة من البيتكوين، حيث يمكن أن تؤثر هذه الكيانات على حركة السوق واستقرار الأسعار. المقال التالي يستعرض أبرز الكيانات التي تمتلك البيتكوين، بما في ذلك الأفراد، الشركات العامة والخاصة، الحكومات، وصناديق الاستثمار، إلى جانب تحليل تأثير ملكيتهم على السوق.

الأفراد الأوائل في تبني البيتكوين

ساتوشي ناكاموتو

يُعتقد أن “ساتوشي ناكاموتو”، مبتكر البيتكوين، يملك أكثر من مليون بيتكوين موزعة في محافظ لم تتحرك منذ أكثر من عقد. هذه الكمية الهائلة تضعه على قمة قائمة أغنى حاملي البيتكوين، رغم غموض هويته.

المستثمرون الأوائل

أشخاص مثل هال فيني، ومارتين مالمي، وغاڤن أندرسن، كانوا من أوائل المساهمين في مشروع البيتكوين، ويُعتقد أنهم يملكون كميات كبيرة منه. كما لعبوا دورًا مهمًا في تطوير الشبكة ونشرها.

حيتان البيتكوين

يطلق مصطلح “الحيتان” على الأفراد أو الكيانات التي تملك آلاف أو مئات الآلاف من البيتكوين، وغالبًا ما يكون لهم تأثير مباشر على السوق من خلال عمليات البيع أو الشراء الكبيرة.

الشركات العامة التي تملك البيتكوين

MicroStrategy

تُعد MicroStrategy، بقيادة مايكل سايلور، من أوائل الشركات العامة التي استثمرت في البيتكوين. تمتلك الشركة أكثر من 200 ألف بيتكوين، وتعتبر نفسها “أداة استثمار في البيتكوين” أكثر من كونها شركة برمجيات.

Tesla

في عام 2021، أعلنت شركة Tesla أنها اشترت ما يقرب من 1.5 مليار دولار من البيتكوين، ما أحدث ضجة في السوق. ورغم أنها باعت جزءًا لاحقًا، إلا أن وجودها في السوق كان مؤشرًا قويًا على الاعتراف المؤسسي بالبيتكوين.

شركات أخرى

شركات مثل Square (الآن Block Inc.) وCoinbase وGalaxy Digital أعلنت أيضًا عن امتلاكها لاحتياطيات من البيتكوين، سواء كأصل احتياطي أو كجزء من استراتيجيتها المالية.

الشركات الخاصة وصناديق التحوط

صناديق الاستثمار في العملات الرقمية

تدير العديد من صناديق التحوط كميات ضخمة من البيتكوين نيابة عن مستثمرين، مثل Grayscale Bitcoin Trust الذي يمتلك مئات الآلاف من البيتكوين لصالح مستثمرين مؤسسيين.

شركات تعدين البيتكوين

شركات التعدين الكبرى مثل Marathon Digital Holdings وRiot Platforms غالبًا ما تحتفظ بجزء من البيتكوين الذي تقوم بتعدينه، كجزء من استراتيجيتها طويلة الأمد بدلاً من البيع المباشر.

شركات ناشئة

بعض الشركات الناشئة في مجال التشفير، مثل Blockstream وKraken، تختار الاحتفاظ بالبيتكوين كاحتياطي نقدي بديل عن الدولار، مما يعزز وجود العملة الرقمية في هيكلها المالي.

الحكومات والدول

السلفادور

في عام 2021، أصبحت السلفادور أول دولة تعتمد البيتكوين كعملة قانونية، وبدأت في شراءه لتكوّن احتياطيًا وطنيًا. تُقدّر حيازتها بعدة آلاف من البيتكوين حتى عام 2025.

أوكرانيا

بعد بدء الحرب في عام 2022، بدأت الحكومة الأوكرانية في تلقي تبرعات بالبيتكوين والعملات الرقمية لدعم الجيش والاحتياجات الإنسانية، مما يجعلها من بين الدول التي تمتلك البيتكوين رسميًا.

مصادر غير رسمية

تشير بعض التقارير إلى أن حكومات مثل إيران وكوريا الشمالية قد تمتلك البيتكوين، سواء من خلال التعدين أو مصادر أخرى، لاستخدامه كوسيلة لتجاوز العقوبات الاقتصادية.

المنصات والمحافظ الرقمية

منصات التداول المركزية

منصات مثل Binance، Coinbase، Kraken، وBitfinex تحتفظ بكميات كبيرة من البيتكوين نيابة عن مستخدميها. وغالبًا ما تُعد هذه الكميات من بين أكبر الاحتياطيات في السوق، ولكنها لا تعود مباشرةً للمنصة نفسها.

المحافظ الباردة

تُدار العديد من المحافظ الباردة من قبل منصات وصناديق تحوط، حيث يتم تخزين كميات ضخمة من البيتكوين بعيدًا عن الإنترنت لأغراض الأمان. وتُظهر البيانات أن المحافظ الخمس الأكبر تحتوي على مئات آلاف البيتكوين.

التأثير على السوق

سيطرة الحيتان

يُظهر تحليل البيانات أن أقل من 2% من العناوين تملك أكثر من 90% من البيتكوين المتداول، مما يمنح الحيتان قوة تحكم في حركة السوق عبر عمليات ضخمة من الشراء أو البيع.

الشفافية النسبية

رغم أن البيتكوين عملة لا مركزية، إلا أن الشفافية على البلوك تشين تتيح تتبع حركة العملات بين المحافظ. وهذا يمنح المحللين نظرة واقعية إلى تحركات الكيانات الكبرى وتأثيرها المحتمل على السوق.

ظاهرة التجميع

في أوقات الهبوط، غالبًا ما تقوم الكيانات الكبيرة بـ “التجميع”، أي شراء كميات إضافية من البيتكوين بأسعار منخفضة، مما يخلق ضغطًا إيجابيًا ويرفع احتمالات تعافي السوق لاحقًا.

مستقبل الملكية المؤسسية

توسع الاستثمار المؤسسي

تشير التوقعات إلى أن المؤسسات المالية الكبرى ستدخل بشكل أعمق في سوق البيتكوين، خاصة بعد ظهور صناديق ETF المعتمدة، مما يجعل عملية التملك أكثر سلاسة.

تنظيم السوق

مع تطور الأطر التنظيمية حول العملات الرقمية، قد تُجبر المؤسسات على الإفصاح عن حيازاتها من البيتكوين بشكل علني، مما يعزز من الشفافية ويساعد في فهم طبيعة توزيع السوق.

انتقال التركيز من الأفراد إلى الكيانات

بينما كان الأفراد هم الحامل الرئيسي للبيتكوين في بدايته، تشير الاتجاهات إلى أن ملكية البيتكوين تنتقل تدريجيًا نحو الكيانات الكبرى، وهو ما قد يؤثر على الطبيعة اللامركزية الأصلية للعملة.

خلاصة

أهمية معرفة من يملك البيتكوين

فهم الكيانات التي تملك البيتكوين يمنح المستثمرين رؤية أعمق عن حركة السوق، والاتجاهات العامة، ومصادر القوة التي قد تؤثر في السعر على المدى القصير والطويل.

التحديات

رغم أن وجود المؤسسات يضفي مصداقية على البيتكوين، إلا أنه يثير تساؤلات حول مدى المركزية المحتملة في ملكية أصل يُفترض أن يكون لامركزيًا بطبيعته.

الفرص

مع دخول كيانات جديدة إلى السوق، من المتوقع أن يزداد حجم الطلب على البيتكوين، مما قد يرفع من قيمته ويُعزز من مكانته كأصل رقمي عالمي ومخزن للقيمة في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى